الصندوق الأسود للحرب الإيرانية – العراقية ق1

تقرير عن الحرب المدمرة الثماني سنوات

الصندوق الأسود للحرب الإيرانية – العراقية التي طالت 2888يوماً

                                           

 الحرب اللاوطنية الإيرانية –العراقية  

القسم الأول: الصندوق الأسود من لسان قائد الفيلق على مدى الحرب الثماني سنوات

(1)

”الحرب كان لها صندوق أسود مثل الطائرة

لم يفتح هذا الصندوق الأسود لحد الآن للناس

هناك في هذا الصندوق الأسود، 30  ألف شريط مسجل غير مذاع“  

العبارات أعلاه جانب من كلام الحرسي محسن رضائي سكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام وقائد فيلق الحرس طيلة الحرب ثماني سنوات في لقاء تلفازي تم بثه يوم السبت 24/أيلول-سبتمبر2016من وسائل الإعلام الحكومية للملالي. الحرب المدمرة التي لا يعلم الشعب الإيراني وشعوب المنطقة عن أسبابها ودلائلها وأسرارها مازالت خلف الكواليس. يريد الناس ليعلم لماذا وكيف نزلت على رؤوسهم كبلية من السماء، حرب مع مليوني قتيل ومعوق.50مدينة مدمرة  و 40ألف أسير و3آلاف قرية مدمرة و4ملايين مشرد و7آلاف مفقود وأكثر من ألف ملياردولار خسائر مادية .

الحرب التي أخذ خميني أطفال الناس من صفوف الدرس وزجهم إلى ميادين الموت ثم في نهاية المطاف توقفت وخلال مراسيم تجرع خميني السم !  ولم يقل خميني قط لماذا تجرع كأس السم.

ما يدفع الشعب أن يعلم عن أسباب نشوب الحرب المدمرة وانتهائها هو ما تنكشف نقاط جديدة من المستورات بين حين وآخر وهذا مؤلم كرش الملح على جروح الشعب المزمنة.

وحالياً وبعد مضي 36عاماً من نشوب الحرب ، يقول القائد العام لفيلق الحرس على مدى سنوات الحرب وبكل سهولة ، ”أّننا لم يكن لدينا في العام الأول من الحرب استراتيجية عسكرية“.

حسب وثائق الحرب الإيرانية –العراقية (والتي تعتبر ضمن وثائق فيلق الحرس الرسمية حول الحرب ثماني سنوات)هناك بعد عمليات والفجرالتمهيدية كانت 10عمليات ومن ثم مسلسل عمليات الفجر (والفجر 1،2،3،.. حتى..10) حيث وفي هذه العمليات قُتل 200ألف عراقي (حسب ما أعلنه النظام الإيراني) وقد سكتت مصادرالنظام الإيراني لإعلان عدد قتلاهم..

وبالنسبة للعمليات والفجر التمهيدية ، قال رفسنجاني في مقابلة مع صحيفة ”جمهوري إسلامي:  “ لم يكن الإمام ، بصفته القائد العام للقوات المسلحة يعرف المسائل العسكرية ...وعندما كان تفشل عمليات والفجر، تم تسميتها والفجر التمهيدية بغية تعويضها في العمليات اللاحقة . كان رأي الإمام على مواصلة الحرب حازماً حيث لم يكن يسمح لطرح هكذا نقاشات عنده .

هناك نموذج اخرمن الجرائم الحربية وهوعمليات مسماة بـ كربلاء الرابعة اكد محسن رضائي في المقابلة نفسها قائلا:“ في كربلاء الرابعة كان علينا ان نقلل من عددالافواج!“.

ذكر الجنرال عبدالحليم ابوغزالة وزير الدفاع المصري الاسبق في كتابه المسماة بـ «الحرب العراقية الايرانية» بان الخسائر البشرية للطرف الايراني في كربلاء الرابعة تبلغ بحدود 12 الفاً واعتبرها أسوآ حرب من نوعها في العالم.(بعض الخبراء العسكريين في السنوات آنذاك كانوا يسمون هذه العمليات بانها عمليات انتحارية جنونية بحتة يمكن تنفيذها من قبل قائد غبي فقط).

ان الوثائق المنتشرة من قبل نظام الملالي نفسه بما فيها قاموس الحرب العراقية الايرانية تقول بان تلك العمليات منذ البداية كانت “ خارجاً عن تحكم وقيادة قائد العمليات “ تشير الوثيقة نفسها بانه:

كثير من آصحاب الرأي العسكريين يعتقدون بان هروب احد القادة العسكريين العليا الى العراق وخيانته سبب الكشف عن الخطة واطلاع العراق حول تفاصيل هذه العمليات  واستعداد العراق لمواجهة دقيقة  حيال  المناورات الايرانية “.

وتتجنب حكومة الملالي فتح الصندوق الاسود للحرب الخيانية بحجة استغلال العدو لهذه المعلومات وتجعل حقائق تلك الحرب  تبقى مكتومة من الناس.