Sunday 26 February 2017

الحرب القذرة لمناسبة اليوم العالمي لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان




الحرب القذرة
المحامي عبد المجيد محمد

لمناسبة اليوم العالمي لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان في العاشر من ديسمبر 1948
الحرب القذرة هي مصطلح دخلت قاموس المفردات السياسية خلال الحرب الأهلية في الارجنتين. كانت حربا بين الجنود والقادة العسكريين الارجنتينيين من جهة وبين المواطنين والمعارضين للانقلاب خلال 1970-1983 من جهة أخرى. واختفى في عام 1979 حوالي 15 ألفا في هذه الأحداث حسب منظمة العفو الدولية واليوم يتم تخمين عدد القتلى والمفقودين حوالي 30 ألف شخص.
في العاشر من ديسمبر 1948 تم صدور نص في الجمعية العامة للأمم المتحدة تم تسميته الاعلان العالمي لحقوق الانسان وأصبح أساسا للمعرفة والتزاما لجميع الحكومات والدول بحقوق الشعب في عموم العالم.
لا شك أن الاعلان العالمي لحقوق الانسان هو واحد من أكبر الانجازات الاجتماعية للانسان بعد حربين عالميتين ضاريتين. ويتناول الاعلان في 30 مادة شرح رؤية الأمم المتحدة بشأن الحقوق الأساسية للانسان ويحدد مفادها حقوقا يجب أن يتمتع بها كل آبناء البشر في أي بلد كان.
مضى الآن 68 عاما على ذلك اليوم وذلك الاعلان التاريخي وتقمع ايران منذ 38 عاما تحت أقدام عفريت باسم ولاية الفقيه المطلقة بآلية الدين. النظام الفاشي الديني الحاكم في ايران وبطمسه كافة المواثيق الدولية والانسانية قد فرض حربا مروعة وغير رحيمة وقذرة على الشعب الايراني وشعوب المنطقة. حربا غير متكافئة بآليات قذرة وأفكار متخلفة لحفظ سلطة الجريمة والقساوة. 
في ايران تحت حكم الملالي وقوات الحرس فان مستوى الجريمة وسقف الاعدام وأعمال القتل القذرة والسرية أكبر بكثير مما هو قد يكون في أمريكا اللاتينية أو أي مكان آخر على الكرة الأرضية.
وقال خميني في الأيام الأولى بعد انتصار الثورة ضد الملكية بكل صراحة: «حفظ النظام» هو من أوجب الواجبات ولتحقيق هذا الهدف تصبح الحرب أو أساليب قذرة أخرى فرضا واجبا. ولهذا السبب تم تنظيم وتكثيف أعمال القمع الاجتماعية الواسعة وتشكيل عصابات الخوف والبلطجية والارهاب والخطف. أي أصبحت البلطجية وتشكيل عصابات قذرة للتصدي لحرية الفكر عملا حكوميا رسميا بدعم من شخص خميني. 

وحسب المادة 18 للاعلان العالمي لحقوق الانسان «لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة... ولايجوز لأحد الاساءة أو التعرض لشخص آخر من حيث التمايز والاختلاف في الرأي».
بسقوط الشاه ونهاية شتاء الملكية فان ربيع الحرية ازدهر في 11 شباط 1979 في ابتسامة ونظرة النساء والرجال والأطفال الايرانيين ولكن عمر هذا الربيع كان قصيرا جدا حيث سرعان ما تحول الى الخريف وتضرج بالدم.
منظمة مجاهدي خلق الايرانية يوم 12 شباط 1979 أي في غداة الثورة ضد الملكية ومن أجل الحفظ وصيانة الحريات أسست «حركة المجاهدين الوطنية» لنشاطات سياسية – اجتماعية لأنصارها. المكتب المركزي لهذه الحركة كان في بناية مؤسسة علوي (بناية مؤسسة بهلوي السابق) في شارع مصدق بطهران ومكاتب هذه الحركة افتتحت في مختلف المدن بسرعة. وفي يوم 28 شباط 1979 أي بعد 17 يوما بعد سقوط الشاه قال خميني ان نوع الحكومة «جمهورية اسلامية لا كلمة زائدة ولا ناقصة». واستنادا الى هذه العبارة انطلقت العصابات القذرة للبطلجيين و«حزب اللهي» لقمع أي فكر يتعارض مع الفكر الرجعي لخميني. وبعد ثلاثة أيام شن البلطلجيون الحكوميون هجماتهم على مكاتب المجاهدين ونهبوا مكاتبهم ومقراتهم واعتقلوا أعضائهم وأنصارهم.
لم يكن أحد يصدق أنه وبعد كل هذه الدماء والإقدام والإيثار لقلب النظام الاستبدادي وإنهاء أيام محاكم التفتيش وحصار الأمن والسافاك، لا يبقى أية حرمة للحرية في ربيع الحرية ولا تكون حرمة واحترام لأي رأي وعقيدة.
مع ذلك فان الفتيات والفتيان من الطلاب أنصار مجاهدي خلق واصلوا بيع صحيفة مجاهد تحت أبشع هجمات البطلجيين الحاكمين وذلك لكشف النقاب عن سياسة التمييز والتفرد بالسلطة. انهم تحملوا الصعاب والطعن بالسكاكين لكي يحافظوا على آخر قطرات من حرية التعبير لكي يتمكنوا من مواصلة التبصير والكشف عن وجه الرجعية الظلامي الحاكمة. 
ولحد عام 1980 اصيب آلاف من أنصار مجاهدي خلق بجروح واستشهد عشرات بتهمة المعارضة للتفرد بالسلطة الحاكمة وحرية الرأي. وسؤالهم الموجه لما يسمى بالجمهورية الاسلامية الحديثة هو ما ذنبنا؟ وماذا نريد؟ كونوا على الاقل ملتزمين بدستوركم...
ففي 20حزيران 1981 خرجت تظاهرة سلمية شعبية دون اعلان مسبق شارك فيها 500 آلف شخص فتح حرس خميني و بأمر منه النار على المتظاهرين في ساحة فردوسي بطهران واصطبغوا التظاهرة بالدم.
والآن وفي الذكرى الثامنة والستين من صدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان وبعد مضي 35 عاما على حزيران الدموي اتضحت هوية الرجعية الجامحة لولاية الفقيه المعادية للانسانية والمعادية للحرية أكثر من أي وقت آخر. بحيث حتى نائب رئيس برلمان النظام علي مطهري الذي يسعى في حفظ وحماية العفريت غير مسموح له بالقاء كلمة دون رخصة ولاية الفقيه ويتم ملاحقة محمود صادقي عضو آخر في برلمان النظام بعد طرحه سؤالا حول الفساد النجومي لرئيس السلطة القضائية من قبل القضاء.
هذه هي تلك الحرب القذرة التي بدأت من خميني الدجال وتواصل من قبل خامنئي ضد الشعب الايراني وحريته. الا أن الشعب الايراني وحركة المقاومة الايرانية لا يأبهون بالحرب القذرة ورغم تدفق أنهار من الدم مازالوا حريصون على حماية الحرية حتى اسقاط عفريت ولاية الفقيه ويصرخون في كل مكان الموت والزوال لقيادة الحرب القذرة المتمثلة في ولاية الفقيه.

No comments:

Post a Comment

في إيران لا يوجد لدينا سجين سياسي؟!

في إيران لا يوجد لدينا سجين سياسي؟! بقلم: المحامي عبد المجيد محمد  كاتب حقوقي وخبير في الشؤون الإيرانية  @MajeedAbl نظام الشاه ...