Wednesday 31 May 2017

روحاني الرئيس الأخير للملالي



روحاني الرئيس الأخير للملالي! 


المحامي عبد المجيد محمد

سحب الملالي الحاكمون في إيران يوم الجمعة 19/ مايو – أيار 2017وبممارسات التزوير واسعة النطاق والتي أذعن بها أعلى سلطات النظام مثل الملا أحمد جنتي، رئيس مجلس صيانة الدستور وموحدي كرماني وأحمد خاتمي من عصابة  خامنئي وأئمة الجمعة في طهران، رئيسهم المقبل من صناديق الاقتراع. وحسب إعلان وزارة الداخلية كان أكثر من 1600شخص قد ترشحوا في الانتخابات غير إن مجلس صيانة الدستور  أيّد صلاحية 6 مرشحين منهم وجميعهم من أزلام انتقائية لخامنئي بالذات. في هذه الانتخابات سبق الملا روحاني (المعروف بـ ” شياد “ )، إبراهيم رئيسي ( المعروف بـ ”جلاد“ ) فاختير كرئيس للجمهورية لأربع سنوات جديدة للنظام.
لاشك أن أمام  روحاني طريقا صعبا في تمرير الأمور مع خامنئي. إذ وحسب ما جاء في الدستور، يعتبرمنصب رئاسة الجمهورية  أقوى منصب بعد المرشد الأعلى في السلطة كما وحسب نفس القانون يجب أن يحظى رئيس الجمهورية كسلطة منتخبة ومدعومة من قبل الشعب أقوى صلاحيات، لكن في إيران، الولي الفقيه هو من يقول كلمة الفصل في جميع المسائل والأمور و رغم إن خامنئي هو الولي الفقيه الذي تم تنصيبه دون تأهله للقيادة ولكن بفضل الهندسة التي مارسها رفسنجاني في الوقت الذي كان خامنئي رئيساً للجمهورية (في الثمانينات). لذلك كان يعرف تماماً صلاحيات وسلطة الرئيس وصنع القرار في إطار هذا النظام، ناهيك عن أن فوز روحاني في انتخابات عام 2013 كان استهتارا سافراً لسياسات خامنئي الانكماشية التي كانت قد أدت إلى العزلة الدولية والحصار الاقتصادي الخانق. ولكن في اطار مساومة الغرب مع النظام جاءت الاتفاقية النووية لروحاني مع الولايات المتحدة بمثابة سياسة الانفتاح وبالأحرى إيجاد متنفس للنظام بالذات ورغم اعتراضات خامنئي الظاهرية كان يتم إملاء وهندسة البرنامج بواسطة خامنئي تماماً كما سبق أن أشار روحاني إلى هذا الموضوع في مختلف المنابر كراراً عندما كان يقول: بالنسبة للموضوع النووي لقد تم أي إقدام وإجراء نفذه فريق المفاوضات حسب إرشادات خامنئي بالذات. كما كشف روحاني في هذه الفترة الانتخابية الأخيرة وعندما كان يواجه صعوبات عن عتاب كان يواجهه في القضية النووية وحذر خصومه بأنه سيكتبها في مذكراته .. لكن ورغم هذه الصعوبات، يعتبر عملية الاتفاقية الشاملة المشتركة أكبر انجاز حققه روحاني في المجال الدبلوماسي في تاريخ نظام ولاية الفقيه وقد تم تسجيله لصالحه شاء أم أبى، ولكنه لوحظ عملياً أنه في مسرحيات المناظرات والشعارات في خضم فعاليات الانتخابات ، كانت الاتفاقية النووية  واحدة من التحديات المثيرة التي يواجهها روحاني من قبل المتنافسين والخصوم كما لم يبخل خامنئي شخصياً أكثر من مرة من التطرق إلى آثار هذا الاتفاق السيئ وعدم جدواه أيضاً.
ركب روحاني في ولايته الثانية موجة توسيع الحريات المدنية وميثاق حقوق المواطنة، وهذا أمر لن يتحمله خامنئي إذ إن هذا كأس سم في مجال حقوق الإنسان ينفر منه خامنئي ونظامه برمته ويتجنبونه بشدة كما يمكن أن يسبب فتح تحد جدي بين خامنئي وروحاني أيضاً. طبعاً مصدر هذا التحدي هو أن خامنئي وفي منصب ولاية الفقيه يريد نظام على أساس ديني ليمكنه من فرض هيمنته على غراره وهذا تباين مع السياسة العالمية والدبلوماسية ويخاف من فتح أبواب العلاقات الدولية عليه إذ إن الرئيس الحالي(روحاني) ورغم ارتدائه زي الشيادين لكن جاء بشعار الحريات الفردية والتجارة الحرة ورعاية حقوق المواطنة بينما خامنئي لا يتنازل عما يسميه القضايا الثورية بتاتاً وستستمر هذه الخلافات بين الرئيس والمرشد الأعلى حتى كسر حاجز الخناق مما سيتم رمي الرئيس المنتخب والولي الفقية كلاهما في مزبلة التاريخ كما وقد سبق أن أشار خامنئي الى هذه الحقيقة كراراً ومراراً بأنه يومئذ لن يبقى أثر من هذا النظام.
 فعليه نقول بأن الخاسر في هذه الانتخابات الهزلية ، النظام برمته كما يكون الرابح الوحيد المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني لا محالة.

وكذلك سيبقى إسم روحاني « كآخر رئيس للجمهورية الإسلامية في إيران» في نظام  طال أمده  حوالي40عاماً مفعماً بالإعدام والشقاء والوحشية و سفك الدماء كما بقت أسماء بقية الدكتاتوريات سيئة الصيت في التاريخ بالذات.

Tuesday 16 May 2017

نظرة الى مسرحية الانتخابات المضحكة لنظام الملالي



نظرة الى مسرحية الانتخابات المضحكة لنظام الملالي
الدفاع الوقح عن الاعدامات في ايران وقتل الشعب السوري
المحامي عبد المجيد محمد

  
في 22 ابريل 2017 ألقى أحد عناصر خامنئي باسم الحرسي حسن عباسي كلمة في جامعة تبريز (مركز محافظة آذربايجان الشرقية شمال غرب ايران). خلال هذا الاجتماع، قام طالب معترض بشن هجوم على قادة نظام الملالي فيما يخص أعمال القتل والتعذيب والاعدام والمخادعة والكذب. كما خاطب هذا الطالب المعترض الحرسي حسن عباس قائلا: نحن نسامح احمدي نجاد الذي كان رئيسا لمدة 8 سنوات... ولكننا لا نترككم أنتم [اشارة الى الحرسي حسن عباسي] التابعين العسكريين والميلشيات وأسيادكم الذين كنتم تقدسون الرجل واليوم وقفتم في جانب آخر من الميدان وتنأون بأنفسكم، يجب محاسبتكم على الدماء التي ارقيت في 1999 [اشارة الى التظاهرة الطلابية التي قمعت واصطبغت بالدم في عام 1999] ومعتقلات من أمثال كهريزك [اشارة الى جرائم سعيد مرتضوي المدعي العام في حينه في طهران حيث كانوا يعتقلون المواطنين بأمره خلال انتفاضة 2009 واقتيادهم الى معتقل كهريزك وقتل عدد منهم تحت التعذيب] وسنوات من السجن والتعذيب وأعمال الجلد.
وأكد هذا الطالب في جانب آخر من كلمته مخاطبا حسن عباسي قائلا:
حماة احمدي نجاد ينظرون بكل وقاحة الى المواطنين بكل وقاحة وبنظرة الدائن ويشيرون بأصبع الاشارة الى ”رئيسي“ ويهتفون شعار «نفحت رائحة بهشتي» [اشارة الى الجلاد محمد بهشتي رئيس السلطة القضائية لخميني حيث جرت حملات واسعة من الاعتقالات بأمره خلال 1979-1981 وكانت مجاميع بلطجية تهاجم مكاتب مجاهدي خلق والتنظيمات السياسية الأخرى وكانت هذه بداية جو الكبت والرقابة والقمع الشديد في ايران].
ويضيف الطالب: ان نظريتكم هي نظرية الارهاب والترويع وتصدير السلاح والحرب ودعم بشار الأسد الدكتاتور الدموي والسفاح.
نعم، ان نظريتكم هي التلاعب بالمشاعر الوطنية والدينية للشعب والدفاع عن الحرمات اللاموجودة في حمص وادلب. أي حرم (تدافعون عنه)؟ نعم، نظريتكم وحواركم كلها الدفاع عن المجازر البشعة واللاانسانية والغير شرعية والغير قانونية في عام 1988.
نعم، حواركم، التسلق من جدران سفارات البلدان  ونظريتكم ... ايداع موازنة البلاد الى حساب حزب الله حيث اعترف حسن نصر الله ان السلاح والمعاش والطعام وحتى أزياءهم يتم تأمينها من موازنة الشعب الايراني.
وينهي الطالب المحتج كلمته : الكلمة الأخيرة هي اننا لا نغفر لكم خياناتكم وجرائمكم ولن ننساها. وسننتقم منكم  وسنأخذ ثأر أمهات بلدنا.
ثم بعد كلمة الطالب المعترض يأتي دور الحرسي حسن عباسي ليقول جوابا على الكلمة الاحتجاجية للطالب المعترض:
السادة يتكلمون عن عام 1988. في ذلك العام شنت منظمة مجاهدي خلق حملة على البلاد. ان هذا الشعب سيتعامل مع من يحمل السلاح ويتقدم، أشد مما تم التعامل في العام 1988. عدة آلاف من مجاهدي خلق جاءوا في عملية مرصاد [قصده عملية مجاهدي خلق الكبيرة باسم الضياء الخالد] الى مشارف مدينة كرمانشاه. وكل من يشهر السلاح على الشعب يجب اعدامه. ولو لا ذلك التعامل مع مجاهدي خلق آنذاك، لكانت البلاد الآن دولة أخرى. لذلك اننا فعلنا فعلة حسنة [المقصود أعدمناهم].
ويرد هذا الحرسي على احتجاج الطالب بخصوص انفاق موازنة البلاد في الحرب في سوريا قائلا:
اذا ذهب شبابنا الى سوريا ويستشهد سببه أن لا يأتي داعش ويضع قنبلة في تبريز ويكبّل النساء ويجعلهن سبايا ويبيعهن في الموصل.
ان كلمة الطالب المعترض والرد العاجل المفبرك للحرسي حسن عباس الذي هو من بيادق خامنئي الاعلامية واضح للغاية ولا يحتاج الى التفسير.
في صيف 1988، قتل 30 ألف سجين سياسي بأمر من خميني وعن طريق لجنة الموت في ابادة جماعية. واضطر الملالي على اثر مؤتمرات المقاومة الايرانية الكاشفة عن هذه الجرائم، الى نشر أمر خميني في أحد المواقع الحكومية باسم «أفكار نيوز» . وفي مجزرة 30 ألف سجين سياسي كان ابراهيم رئيسي أحد الأعضاء الكبار في لجنة الموت وكان العضو الآخر في اللجنة مصطفى بور محمدي وزير العدل الحالي في حكومة حسن روحاني. وقال بور محمدي صراحة انه يفتخر بجريمته. جرائم لجنة الموت تم الكشف عنها في أغسطس الماضي في تسجيل صوتي لحوار السيد منتظري مع لجنة الموت نشره نجل السيد منتظري.  
النتيجة أن في نظام الملالي لا معنى للانتخابات وأن هوية المرشحين المؤيدة أهليتهم واضحة جدا. كلهم مقيدون ومعتقدون وملتزمون قلبا وقالبا بالولي الفقيه السفاح وجرائمه ولو لم يكونوا ملتزمين بذلك لما كان مجلس صيانة الدستور المصنع على يد الولي الفقيه يؤيد أهليتهم. في قوانين البلاد من يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية أو مناصب سيادية فعليه أن يكون سجله خالي من سوابق جنائية. ولكن في نظام الملالي نرى أن ابراهيم رئيسي الذي يده مطلخة بدماء 30 ألف اعدام في عام 1988 يتم تأييد أهليته ثم يأتي متخرصون من أمثال الحرسي حسن عباسي ويدافع عن هذه الاعدامات.
كما انه يرد على احتجاج الطالب بخصوص انفاق موازنة الشعب الايراني في الحرب ضد الشعب السوري، أنه لولا نحارب في سوريا فان داعش سوف يهجم بلدنا. بينما الايرانيون بكل فئاتهم وطبقاتهم يرفضون هذه التدخلات والأنفاق وايفاد القوات العسكرية الى  سوريا وهذا ما يبرزونه في احتجاجاتهم وتظاهراتهم.
ان السياسة العدوانية والتدخلية لنظام الملالي في سوريا وسائر الدول في المنطقة يأتي فقط من أجل الحفاظ على كيان هذا النظام الارهابي ولا يمت للشعب الايراني بصلة. خامنئي وجميع العناصر القريبة منه قد أكدوا بكل صراحة مرات عدة أنه لو لا يقفون في الخط الأمامي في سوريا فعليهم أن يضعوا السواتر في طهران والمدن الايرانية ويحاربون الشعب الايراني المحتج الطافح كيل صبره . لذلك فان تخرصات الحرسي حسن عباسي لا تنطلي على أحد وكما قال الطالب المعترض: يجب أن يحاسب النظام برمته على المجازر والاعدامات اليومية في ايران وقتل الشعب السوري وتشريدهم على يد عناصر الحرس المرسلين الى سوريا. واذا كان داعش يريد الهجوم على ايران فلماذا لم يهاجم لحد الآن ولم يهدد الملالي حتى ولو مرة واحدة. الواقع أن داعش ونظام الملالي المجرم هما وجهان لعملة واحدة لنظام فاشي ديني وهذه الشعارات لا تنطلي على أي عاقل. 

في إيران لا يوجد لدينا سجين سياسي؟!

في إيران لا يوجد لدينا سجين سياسي؟! بقلم: المحامي عبد المجيد محمد  كاتب حقوقي وخبير في الشؤون الإيرانية  @MajeedAbl نظام الشاه ...