Saturday 10 February 2018

مقدمة لمقالة «لماذا تم اعدام كل هؤلاء؟»



مقدمة لمقالة «لماذا تم اعدام كل هؤلاء؟» 

المحامي :عبد المجيد محمد

خلال شهر كانون الثاني / يناير الماضي، في التظاهرات المناهضة للحكومة في ١٤٢ مدينة ايرانية بشعارات الموت للدكتاتور والموت لخامنئي والموت لروحاني قتل اكثر من ٥٠ شخص نتيجة اطلاق النار عليهم مباشرة من قبل قوات النظام المسلحة وكما تم اعتقال اكثر من ٨٠٠٠ شخص ايضا.
ووفقا للتقارير التي أنتشرت عن طريق عوائل وأقارب معتقلين الانتفاضة الإيرانية تم قتل أكثر من ١٤ شخصا من المعتقلين تحت تعذيب الوكلاء الحكوميين، وتشير بعض الأخبار والتقارير إلى هذا العدد قد وصل إلى 35 شخصا.
وينفي المسؤولون الحكوميون المعنيون هذا الادعاء، ويدعون أن المعتقلين إما انهم قد انتحروا أو ماتوا بسبب عدم قدرتهم على تعاطي المخدرات التي اعتادوا على اخذها. وهذا الادعاء من عناصر الحكومة هو ادعاء فاقد لقيمته. لأن الكثير من المعتقلين الذين قتلوا تحت التعذيب لم يكونوا حتى من مدخني السيجارة.
وبناء على ذلك، فإن هذا الادعاء هو فقط للهروب من مسؤولية قتل معتقليهم. وقد تم توجيه تعليمات لكل من الأطباء وخدمة الطب الشرعي المرتبطة بالحكومة والجهاز القضائي بتقديم شهادات وفيات لا تشير الى تعرض المعتقلين للتعذيب من قبل السمؤولين الحكوميين ومتوافقة تمام مع ما تريده السلطات الامنية والمخابراتية لهذا النظام.
هذا الموضوع كان له سابقة في نظام ولاية الفقيه في وقت سابق. يذكرنا بما حصل في عام ٢٠٠٣ مع السيدة زهرا كاظمي (المواطنة الايرانية - الكندية) امام سجن (ايفين)عندما كانت مشغولة في اجراء حوار مع عوائل السجناء حيث تم جرها الى داخل السجن من قبل عملاء وزراة المخابرات وفي تاريخ ١١ يوليو ٢٠٠٣ تم قتلها اثناء التحقيق تحت اثر ضربات ركلة وجهها لها سعيد مرتضوي الذي كان يشغل منصب النائب العام في طهران في ذاك الوقت ولكن الطب الشرعي لنظام الملالي قد كتب تقريرا طبيا بوفاتها نتيجة سكتة دماغية حصلت لها بسبب ارتطام رأسها على الارض.
وفيما يتعلق بمعتقلي تظاهرات شهر يناير / كانون الثاني عمل نظام الملالي ايضا على اتباع نفس هذا الاسلوب. المعتقلون تم قتلهم تحت التعذيب ولكن ادعى هذا النظام انهم قد انتحروا. ومن جملة الاشخاص المعتقلين والذين قتلوا تحت التعذيب نستطيع ان نذكر:
سينا قنبري، وحيد حيدري، محسن عادلي، علي بولادي، سارو قهرماني، كيانوش زندي، محمد ناصري، اريا روزبهي، سيد شهاب الدين ابطحي زاده، غلام رضا محمدي، حسين قادري، حسن تركاشفند، فرزاد تشغيني، و خالد قيصري.
هذه حقيقة واضحة جدا وثابتة بأن نظام الملالي الحاكم في إيران لن يتمكن أبدا من مواصلة سلطته الفاشية بدون المجازر والقتل والإعدامات. إن تعذيب وقتل المعتقلين في الانتفاضة الأخيرة هو ايضا فقط من أجل إرهاب الناس وإخافتهم من النزول إلى الشوارع. كما أن رجل الدين المسعور المسمى احمد خاتمي الذي اطلق له الخامنئي الحبل دائما لكي يملي أوامره يوصل رسائله في خطب صلاة الجمعة يقول في صلاة الجمعة في تاريخ ٢ فبراير ان هؤلاء الاشخاص الذين يتدفقون الى الشوراع ويتظاهرون يعتبرون بحكم «البغاة» في فقهنا وحكم قبيل هؤلاء الاشخاص في فقهنا هو حكم الإعدام.
اقرأ ما شئت بشكل مفصل في هذا الحديث ولكن باختصار: حدث بلا حرج.

No comments:

Post a Comment

في إيران لا يوجد لدينا سجين سياسي؟!

في إيران لا يوجد لدينا سجين سياسي؟! بقلم: المحامي عبد المجيد محمد  كاتب حقوقي وخبير في الشؤون الإيرانية  @MajeedAbl نظام الشاه ...